الحظ في اللغة:
هو النصيب من الخير والفضل
حُظوظ و حِظاظ و أحظّ
وهو السعادة و الصدف الحلوة و التوفيق من الله
وقد يطلق على النصيب من الشر ايضاً
كسوء الحظ من التعاسة و سوء الصدف
أما تفسير الحظ
فهو القضاء و القدر خيره وشره
او هو نصيب كتب لشخص سعيد ولآخر تعيس
فكلمة حظ كثيراً ما نتداولها فيما بيننا
ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في حياتنا !!
أم أنه نوع من الهروب عندما نكون بموقف حرج
أو عندما نفشل من تحقيق مانسعى إليه ونريد تحقيقه
نعلقه على الحظ وندخله في دائرته
فكثيراً مانسمع عن شخص أنه مهما عمل واجتهد
وحاول لايلقى نجاح أو يطرد من عمله
ومهما أخلص للغير لايلقى إلا الجحود ونكران الجميل !
يعني يضربها يمين يجدها شمال !
لذلك نجده يردد ويقول ليس لي حظ أنا الحظ لايطرق بابي
ونجد آخر محظوظ وسعيد بكل شيء
تأتيه أحلى الفرص وأجمل المفاجآت كل مايريده يجده سهل
ومتاح فنجده يردد أنا محظوظ دائماً وبختي من السماء
فلو مسك التراب تحول ذهباً !
ثم نجد أشخاص آخرين مزيج بين ماذكرت سابقاً
لهم حظ في أشياء ولهم شقاء في اشياء أخرى
ولقد ذكر الحظ قي القرآن الكريم في مواضع عديدة:
فحظ قارون وصف في القرآن بالحظ العظيم قال تعالى :
( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
القصص
وحظ الآخرة وهو جنة النعيم قال تعالى :
( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )
فصلت
وحظ المواريث قال سبحانه :
( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ )
النساء
وإذا أردنا أن نتكلم عن الحظ فمجاله وأمثلته كثيرة
فهناك من يتزوج فيفشل
وهناك من يبره ولده وآخر يعقه
هناك السقيم وآخر سليم قوي
وهناك الفقير الذي لايجد قوت يومه
وهناك الذي إذا ضرب يده يأتيه المال
لايعرف من اين
ياسبحان الله سبحان خالق الكون
الذي خلقه وتدبر خلقه كل شيء
بحكمة ونظام
سبحان من وزع هذه الحظوظ
فإذا كانت موزعة توزيع ابتلاء
سيعاد توزيعها في الآخرة توزيع جزاء
فالدنيا دار امتحان
وسيأتي يوم الحساب
إن خيراً فخير وإن شراً فشر
يقول الله سبحانه وتعالى :
( إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ )
يونس
ويقول سبحانه :
( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ )
فعلينا إذاً أن لانقول ليس لدينا حظ
ونصف أنفسنا بكل صغيرة وكبيرة بقلة الحظ
ونشتكي حظنا العاثر
أعزائي
الحظ هذه الكلمة الصغيرة
الكثير منا يعتبرها سر السعادة واساسها
هي الفرح والتوفيق بكل شيء
هي بنظر الكثير كل مفاجئة جميلة
فهل تؤمنون بالحظ ؟
وهل له الأثر الكبير بمجرى حياتكم ؟
هل إذا صادفكم الفشل اكتئبتم فوراً ونطقتم مافي حظ ؟
هل سمعتم عن أشخاص تحقق لهم كل مايتمنوه
دون تعب أو جهد فقط لأنهم محظوظون ؟
هل تقاعستم عن تحقيق ماتريدون بسبب هذه الكلمة ؟
بما معناه ( حظي وبعرفه , ليس لي حظ )
لاتقولوا :
إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالو لحفاة يوم ريح اجمعوه !!!
صعب الأمر عليهم ثم قالو اتركوه
ان من اشقاه ربي كيف انتم تسعدوه!!!
بل قولوا :
كل دمعة لها نهاية ونهاية الدمعة بسمه
وكل بسمه لها نهايه ونهاية البسمة دمعه
والحياة نهاية ..وبداية
إذا أصابتك إحداهما.. فلا تفرح كثيرا ولاتحزن كثيرا
فنصيبك مخبئ في صفحة القدر
أعزائي أختم كلامي
بقول الله سبحانه وتعالى :
( إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً )
صدق الله العلي العظيم